الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وعلى اله وصحبه من اقتفى وبعد : بمناسبة شهر رمضان الكريم لسنة 1435 ه ها نحن نطرح بين ايديكم كتيب صغير لشيخنا احمد عماري مسجد
وهو عبارة عن سلسلة وحلقات من التوجيهات الايمانية الربانية سمها همس في اذان الناشيئن التي نسئل الله ان ت جد الاذان الصاغية الواعيه التي تفهم عن ربي العالمين لتسير وفق ما اراده الله وما اراده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو عبارة عن ست حلقات شيقة وممتعة ونافعة ويانعة ومثمرة باذن الله تعالى فلا تنسونا من دعائكم وبارك الله فيكم
مقدّمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿97﴾
سورة النحل.
في شهر رمضان لكل واعظ لمسة…
ولمستي لأحبائي أردتها همسة !…
همسة أخ (خبير) فاعمل بها أيّها الفتى واصطبر…
قبل وكزة منكر ونكير في ظلمة القبر !…
وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا...
إذا فهي همسة بيني وبينك لعلك تعتبر، قبل أن تكون وكزة علىالصدر !...َفوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ…
أردتها لك شجرة طيّبة أصلها عقيدة ميسّرة وفرعها جملة أخلاق نورانية مهذبة في حلقات، فاتبع أحسنها بانتظام وأنت لها سميع لبيب قبل... يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ…
عقيدة… وفضيلة
تمهيد…
أتريدها… طحّاوية… أو… أشعرية ؟…
أمّا أنا أردتها كأشبه وشج نورانيّّ يربط العبد بالرّب !…
ولكن لا ضير، إن خالفتني الرّأي !…
قال ربّي وربّك الرّحيم لنبيّه الكريم…
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ…
عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال…
كنت خلف النبيّ صلى الله عليه وسلم يوما فقال…
يا غلام إني أعلمك كلمات…
إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك…
إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله…
واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك…
وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك…
رفعت الأقلام، وجفت الصّحف…
رواه الإمام الترمذيّ وقال حديث حسن صحيح.
هذا الحديث الشريف المصنف (حسن، صحيح)…
يعتبربحق أصل من أصول عقيدتنا السّمحة الحنيفيّة !…
فلا تشغل نفسك كبعض أقرانك… أطحاوية، أو أشعرية ؟ بل قل هي عقيدة سمحة لكل نفس زكيّة…
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
إلا أنّ كلا الاسمينك شجرة مباركة أصلها بأمّ القرى…
وفرعها رحمة وظل ظليل بين أولي النهى !…
لا يزال ابن العمّ غلاما، فأراد النبيّ المعلم عليه الصّلاة وسلام ربّنا الأكرم أن ينير باطن الغلام بسراج بديع…
وأن يحصّن ظاهره بسياج منيع !…
فلا مجال إن أخلصت، الخوض في خطيئة الشرك…
ولا إن أنت اتقيت، الوقوع في هفوة الخلق !…
فخطيئة الشرك مشئومة…
إذ أنها تطفئ نور الإيمان، وتغضب ربّ السّماء…
وهفوة السّلوك مذمومة…
تهين العبد، وتزيل منه فضيلة الحياء !…
إذ أنّ الحياء والإيمان توأمان إذا رفع أحدهما أتبعه الآخر.
الغلام ردف النبيّ عليه صلاة وسلام ربّي…
ويبدو أنّ الطريق لا يزال طويلا…
فأراد النبيّ المعلم أن يملؤه بذكر الحسيب الجليل…
فالخليل من ذكرك، أو على ذكر ربّك أعانك…
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ…
*الحلقة الأولى…
أحفظ الله يحفظك…
مع أنّ الحافظ هو الله… فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
إلا أنّ المراد بذلك كما قال أهل العلم، هو التمسك بدين الله المتين، والاستقامة على منهاجه القويم… وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ…
هكذا بالفاء الآمرة…فَاتَّبِعُوهُ… واللام الناهية…وَلَا تَتَّبِعُوا…
ولا يكون للمرء ذلك إلا بهداية ربه !…
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا...
ولا يتضح له ذلك إلا بإتباع سنة نبيّه…
فكل مبهم مفصّل في سنة النبيّ الأكرم !…
لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ…
قوله لمعاذ الحييّ…
فيما تحكم ؟…
قال في كتاب الله…
فإن لم أجد ؟… ففي سنة رسول الله…
فهذا هو التطعيم الأوّل للقلب واللب…
والقسط الأوفر، والأقوم، من النبيّ المعلم…
فإن وعى الغلام نجى…
فأنّ له بعد هذا الذخر النفيس أن يشقى ؟…
وعلى هذا المنهاج السّليم القويم سار السّلف الصّالح الكريم
قال تعالى في شأنهم وفي من كان قبلهم وحتى من سيأتي بعدهم إن انتهجوا منهاجهم…
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ…
أما قالالعليّ الأعلى…
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى…
ولعلى أصدق ما قاله الحطيئة شاعرنا…
وتقوى الله خير الزاد ذخرا…
وعند الله للأتقى مزيد…
أتريد المزيد…
أيّها الفتى اللبيب (العنيد) ؟…
إذا فإلى لقاء جديد مع قول نبيّنا الحبيب…
إحفظ الله تجده تجاهك !…
*الحلقة الثانية…
ها قد عدنا لبعضنا وما افترقنا أيّها الفتى الحليم…
وكل أمل بما همست لك حفيظ فهيم !…
أتذكر ؟…
قال صاحب الكوتر عليه صلاة وسلام العزيز المقتدر…
أحفظ الله تجده تجاهك…
هذه الجملة الثانية هي توأمة الرّيحانة الأولى عباقة…
فإن حافظت أيها المسلم الغيور على شرع ربّك…
حافظ ربّك الغفور على سلامتك !…
وبعنايته أيّدك، ونصرك، وانتصر لك !…
وهو القائل…يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ…
وهذا نبيّنا الصّادق في الغار بصحبة الصّدّيق البار يهمس
في أذنه قائلا… ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟…
ذا والله حفظ الحافظ السّميع البصير !…
ولله در صاحب البردة إذ يقول…
وما حوى الغار من خير ومن كرم…
وكل طرف من الكفار عنه عم…
فالصّدق في الغار والصّدّيق لم يرما…
وهم يقولون ما بالغار من أرم…
والأمر ليس مقايضة كما يبدو !…
ولكن قيام الفرد المسلم في مجتمعه بالحفاظ على شرائع ربّه اللطيف الخبير يكون كحفظه هو على جسده من أيّ مرض خطير !….
إذ إن استفحل المرض في الجسد إنهار كيان العبد !…
ألم يقل البرّ التواب...وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ.
والقصاص من شرع الله حتى لا يصبح المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والطيّب خبيثا، والخبيث طيّبا !…
ولا يجرؤا الفجرة الفسقة قائلين…
إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا...
وقولهم إذا فعلوا فاحشة قالوا…
وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ…
فبتعطيل شرع البرّ التوّاب يسود في المجتمع قانون الغاب
إذ أنّ شرع الله إن لم يسود في الأمّة ويتمكن…
انتشرت الفتن، كانتشار النار في التبن !…
قال صلى الله عليه وسلم…
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم !…
وللذكرى حتى لا تنسى، إذ أنّ النسيان آفة الإنسان !…
أنّ من سمّوا أنفسهم من قبل (حماة هيكل سليمان)…
اجتمعوا ذات مرّة مع عبدة الصلبان …
بعد ما أقسموا على توراة وإنجيل، وانحنوا أمام الصّليب المعبود، وخروا سجدا لنجمة داوود…
لا لخير، أو محبة تربطهم، ولكن للإطاحة بعدوّهم !…
ومن يكون غير ذلك إلا خلافة المسلمين التي أمتدّ مجدها من فلسطين إلى مشارف الصّين؟…
فهذه ذكرى خيبر يهود وما وقع لأسلافهم على يديّ أسود خاتم النبييّن، وهذه حطينالصّليبيّن وماتجرعوا من مرارة على يديّ أشبال صلاح الدّين !…
فكلا الأمتين ذاقت… وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا...أنّ النسيان آفة الإنسان
ترى هل يعود مجدنا يوما، أم ترى الواقع أصبح خيالا في ماضي الأوّلين ؟…
وبالتالي صار مجدنا الذي صنعوه أجدادنا، أسطورة…
أم أقصوصة، نحكيها للناشئين ؟!…
وحتى لا تتحسّر، فابدأ بنفسك في النهي والأمر كما قال ربّي، وربّك لنبيّه الأبرّ…
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ…
وإلى أن نلتقي إن شاء ربّي مع قول النبيّ…
إذا سألت فسأل الله…